Wednesday, August 20, 2008

Some Poetry

ردينة الفيلالي: راهبات الشرق



ولدت ردينة مصطفى الفيلالي الأدبية في طرابلس الغرب في 26/9/1981، ونالت إجازة في الأدب الإنكليزي وبكالوريوس في العلوم السياسية.
تنقلت من بلد إلى بلد مع والدها مصطفى الفيلالي الذي شغل مناصب دبلوماسية كثيرة على مدى 53 عاما.
والدتها لمعان أحمد بن بيه كريمة الشيخ أحمد بن بيه أحد رموز الثورة الثقافية في مدينة طرابلس.

ما تزال ردينة في بداية الطريق لكنها برزت إعلاميا على صعيد الأدب ربما بسبب الوسائد والشراشف والتي سأضعها لاحقا






عن السي دي المصاحب لديوان الشاعرة ردينه مصطفى الفيلالي بعثت لي صديقتي بقصيدتين*

القصيدة الأولى: راهبات الشرق









القصيدة الثانية: وسائد وشراشيف




مشغول بأي شيء مشغول

وعطرها يفوح منك كأريج الحقول

فاجأتك أم أني أبكرت الوصول

لتضع يدك على الباب وتمنعني الدخول

لملم كلماتك أيها العابث المسطول

أحمرها في شفتيك على وجهك المبلول

وأزرار قميصك منزوعة وأنت ….. أنت مشغول

متسولة تلك التي معك ، أم بائعة جسد تجول

أم أنك أحضرتها من الطرقات لتثبت

رجولة العجول

أنا التي أفنت العمر معك بكل الفصول

أنا التي أحبتك علمتك ماذا تقول

وجئت اليوم لتكذب علي وتمنعني الدخول

عد إلى أحضانها وأكمل المسرحية بكل الفصول

فمسرحية الخيانة أبطالها

أناس سلبت منهم العقول

يمارسون الحب على الأرصفة

في الحانات بين السهول

لكنك اخترت مكانا وفقا للشريعة والأصول

حيث كنا سويا وكنت في الحب خجول

والآن أراك أسد تصول ..... تجول

وملامحك تدل فعلا أنك مشغول !

العرق يتصبب منك كمحتضر ضعيف

وأنا أتساقط ألما كورق الخريف

لم بعتني واشتريت الغرائز والتخاريف

لم خذلتني ، جمعتنا في هذا الموقف السخيف

الحب أيها الخائن طاهر شريف

وحبك .... حبك وسائد وشراشيف

عد لها وأخبرها أن النساء جنس عفيف

لايبعن جسدا من أجل ماء ورغيف

أخبرها أنك إنسان كفيف

لم يبصر الحب يوما لان ضبابه كثيف

وأعود أنا وجرحي يكسوه النزيف

تاركة ورائي شبابي ..... أيام الخريف

لأدفن بيدي حبي الطاهر الشريف

كما يدفن الشهيد في ديننا الحنيف











الحبيب الخائن بين نزار وردينة الفيلالي ملامح نقدية


هذه قراءة لقصيدتين حول موضوع مشترك هو ( خيانة الحبيب ) وبعد قرائتي النصين جيداً لا أعلم مالذي جعلني أعتقد أن الشاعرة ردينة الفيلالي تأثرت بنص نزار قباني لكنها صاغته بتجربة شعورية وعمل شعري مختلف وإن تشابه للقارئ من خلال القراءة الأولى بل أظنها فاقت نزاراً على قدره الجليل ومنزلته الأدبية

القصيدتين هما (رسالة من سيدة حاقدة ) لنزار قباني و قصيدة ( وسائد وشراشيف ) لردينة مصطفى الفيلالي .

نزار قباني شاعر عظيم من شعراء العصر الحديث ولن أسهب في تعريفه
ولعلي أعرف بشاعرة شابة كبيرة الموهبة هي :

ردينة مصطفى الفيلالي مواليد 1981م من ليبيا والدها دبلوماسي معروف وجدها أحمد بن بيه الشيخ المعروف بكالوريوس علوم سياسية ونالت إجازة في الأدب الإنجليزي لكنها متيمة بالعربية الفصحى .

( رسالة من سيدة حاقدة )


لا تَدخُلي ...."

وسَدَدْتَ في وجهي الطريقَ بمرفَقَيْكْ

وزعمْتَ لي ....

أنَّ الرّفاقَ أتوا إليكْ ....

أهمُ الرفاقُ أتوا إليكْ ؟

أم أنَّ سيِّدةً لديكْ

تحتلُّ بعديَ ساعدَيكْ ؟

وصرختَ مُحتدِماً .. قِفي !

والريحُ تمضغُ معطفي

والذلُّ يكسو موقفي

لا تعتذِر يا نَذلُ .. لا تتأسَّفِ ....

أنا لستُ آسِفَةً عليكْ

لكنْ على قلبي الوفي

قلبي الذي لم تعرفِ ....


يبدأ المشهد عند نزار بكلمة تتذكرها المرأة كانت بداية شرارة الشك في الرجل ( لا تدخلي.... ) ثم يسد بمرفقيه أفق الرؤية لهذه المرأة المسكينة فكأنه يدير ظهره لها وهكذا تكون ( المرفقين ) مصوبة لوجهها وكذلك ليراقب داخل المنزل حتى لا تمل العشيقة من الانتظار فتخرج من الغرفة فتقع عين المرأة عليها واستدارة الظهر كناية عن تبدل الحال !!

ثم العذر بل ( الكذب ) الرجالي المفضوح في هكذا موقف ( إن الرفاق أتوا إلي ) !! وهل هذا سبب مقنع لكي يمنعها من الدخول .

وتبدأ تقذف حمم الاسئلة لتأكد شكها أن لديه امرأة أخرى احتلت مكانها

هنا بدأت تتأكد أنها عشيقة و جاء وصف حالة الذل المعنوي وعواصف الخيانة التي تشبه ريح الشتاء

وجاءت عبارات المرأة ( لا تعتذر يانذل ) ( لا تتأسف )
وفي محاولة يائسة تستجمع ما بقي من ماء وجهها وحطام ضعفها تتظاهر أنها هي ( ليست اسفة عليه ) وما يرى من هول الصدمة إنما هي ( على قلبها الوفي ) !! ولا أظن المقام يتطلب تبرير خير من هذا التبرير الأنثوي .







أما عند ردينة الفلالي يبدأ المشهد
( وسائد وشراشيف )

مشغول بأي شيء مشغول

وعطرها يفوح منك كأريج الحقول

فاجأتك أم أني أبكرت الوصول

لتضع يدك على الباب وتمنعني الدخول

لملم كلماتك أيها العابث المسطول

تصور وصولها على غير موعد وتلعثم هذا الرجل الخائن بعدم استقبالها وتعذره بأنه ( مشغول )
لكن الأنثى تشم رائحة الخيانة وتعرف أن اليد التي تمنعها من الدخول ليست يد مشغول بأمر محمود بل متستر على جريمة ومشغول بعبث مجهول .
أما شاهد الكذب لديها هو تبعثر الكلمات دون شعور والتلعثم وسوق الاعتذارات والمبررات دون حاجة والهذيان كالسكران .


المشهد الثاني عند نزار قباني




ماذا ؟ لو انَّكَ يا دَني ....

أخبرتَني

أنّي انتهى أمري لديكْ ....

فجميعُ ما وَشْوَشْتَني

أيّامَ كُنتَ تُحِبُّني

من أنّني ....

بيتُ الفراشةِ مسكني

وغَدي انفراطُ السّوسَنِ ....

أنكرتَهُ أصلاً كما أنكَرتَني ....





تواصل هذه المرأة المفجوعة إرسال الا ستفهامات نحو الفضاء وترديد الشتائم بعد ( يانذل ) تأتي ( يادني )
وتحرقها الذكريات فوشوشة الحبيب في أذن المحبوبة والتي من المفترض أن تكون صادقة لقرب القلب من القلب والشفاه من الأذن ووعود الغرام أصبحت كلام في كلام وأنكره هذا المخادع كما أنكرها .





المشهد الثاني عند ردينة الفيلالي


أحمرها في شفتيك على وجهك المبلول

وأزرار قميصك منزوعة وأنت ….. أنت مشغول

متسولة تلك التي معك ، أم بائعة جسد تجول

أم أنك أحضرتها من الطرقات لتثبت

رجولة العجول



تتفحص الأدلة والقرائن على الجرم المشهود وبصمات الجاني في مسرح الجريمة
أولها : أحمر الشفاه – حتى لو كان أزرق – فالحمرة ليست لون الصبغ بل لون الشفاه !!
الثاني : أزرار القميص ( المنزوعة ) كلمة منزوعة لها دلالة أنها فتحت بعنف الشهوة وجنون الشبق وليس مهم من نزعها فهي مبني للمجهول .
ثم تردد المرأة بتهكم عبارته ( مشغول ) فهو مشغول لكن بأي شيء مشغول
وتثور كرامتها بتسديد لكمات الكلمات بأسئلة مسمومة
( متسولة ؟ أم بائعة جسد ؟ أم بنت من الطريق كناية فتيات الليل ) وهل يرضى رجل أن يعاشر واحدة من هذه الأصناف ؟
ثم تتفهم أن الرغبة في إثبات الرجولة هي سبب الجريمة لأن الحب لا يعني الفحش ولأنها لا تمنحه هذا الأمر بحث عنه في نساء احتقرن معنى الأنوثة ليتكسبن من بيع الأجساد .



المشهد الثالث عند نزار قباني



لا تعتذِرْ ....

فالإثمُ يَحصُدُ حاجبَيكْ

وخطوطُ أحمرِها تصيحُ بوجنتَيكْ

ورباطُك المشدوهُ .... يفضحُ

ما لديكَ .... ومَنْ لديكْ ....

يا مَنْ وقفتُ دَمي عليكْ

وذلَلتَني، ونَفضتَني

كذُبابةٍ عن عارضَيكْ

ودعوتَ سيِّدةً إليكْ

وأهنتَني ....

مِن بعدِ ما كُنتُ الضياءَ بناظريكْ

الان بدأت ترصد ملامح الخيانة
الأول : ملامح الذل والخطيئة في وجهه
الثاني : أحمر الشفاه على وجنتيه – لأعلم هل أحمر الشفاه الذي لا يترك أثراً لم يصنع بعد ؟

الثالث : رباطك المشدوه الفاضح وهو رباط ( الروب ) إن صحت التسمية وعدم ربطه جيداً وبإحكام يعلن صراحة أن الرجل قد لبسه بسرعة حالت دون ربطه بإتقان


هي تعبر تتندم على سنين العمر الموهوب له حتى أذلها وشبهت نفسها بالذبابة وتعبر عن تلك المومس ب (السيدة )
فدعوة سيدة أخرى هي إهانة لهذه المرأة فضلا عن ممارسة الرذيلة معها .


المشهد الثالث عن ردينة الفيلالي


أنا التي أفنت العمر معك بكل الفصول

أنا التي أحبتك علمتك ماذا تقول

وجئت اليوم لتكذب علي وتمنعني الدخول

عد إلى أحضانها وأكمل المسرحية بكل الفصول

فمسرحية الخيانة أبطالها

أناس سلبت منهم العقول

يمارسون الحب على الأرصفة

في الحانات بين السهول

لكنك اخترت مكانا وفقا للشريعة والأصول

حيث كنا سويا وكنت في الحب خجول

والآن أراك أسد تصول ..... تجول

وملامحك تدل فعلا أنك مشغول !

العرق يتصبب منك كمحتضر ضعيف

وأنا أتساقط ألما كورق الخريف

لم بعتني واشتريت الغرائز والتخاريف

لم خذلتني ، جمعتنا في هذا الموقف السخيف

الحب أيها الخائن طاهر شريف

وحبك .... حبك وسائد وشراشيف


الان بدأت تستسلم لصرخات الكرامة في داخلها والأسى على الفائت من الأيام وعذب الغرام
الضعف والخجل الذي كان يعتري هذا الرجل حين يكون معها و تحوله إلى أسد في فراش الخيانة تناقض غريب
توجه طعنات متوالية بخنجر الاستفهام كيف باعها واشترى الغريزة ؟ لم خذلها دون مبرر حقيقي ؟
الحب في نظرها طاهر شريف والحب الذي يمارسه حب سريري حب وسائد وشراشيف .



المشهد الختامي لدى نزار قباني



إنّي أراها في جوارِ الموقدِ

أخَذَتْ هنالكَ مقعدي ....

في الرُّكنِ .... ذاتِ المقعدِ

وأراكَ تمنحُها يَداً

مثلوجةً .... ذاتَ اليدِ ....

ستردِّدُ القصص التي أسمعتَني ....

ولسوفَ تخبرُها بما أخبرتَني ....

وسترفعُ الكأسَ التي جَرَّعتَني

كأساً بها سمَّمتَني

حتّى إذا عادَتْ إليكْ

لترُودَ موعدَها الهني ....

أخبرتَها أنَّ الرّفاقَ أتوا إليكْ ....

وأضعتَ رونَقَها كما ضَيَّعتَني


تزفر هذه المجروحة وهي تكرر مشهداً مر بها لكن تغير المرأة و تثبت الكلام والفعل الذي فعله ذلك الرجل الخائن و تضع حقيقة غيبية أنه سيأتي اليوم الذي يقول لها ( إن الرفاق أتوا إليه ) وهي عبارة النهاية والضياع.!





المشهد الختامي لدى ردينة الفلالي


عد لها وأخبرها أن النساء جنس عفيف

لا يبعن جسدا من أجل ماء ورغيف

أخبرها أنك إنسان كفيف

لم يبصر الحب يوما لان ضبابه كثيف

وأعود أنا وجرحي يكسوه النزيف

تاركة ورائي شبابي ..... أيام الخريف

لأدفن بيدي حبي الطاهر الشريف

كما يدفن الشهيد في ديننا الحنيف


ما زالت صورة المرأة ( المومس ) ملتصقة بأي وصف يطال تلك المرأة التي لا تمس لجنس النساء بصلة وكذلك خيانة الرجل الذي أعمته الشهوة عن التفريق بين الحب وبين الغريزة
ثم بانكسار يتهدج صوتها وتسير مثخنة الجراح نازفة الفؤاد قد تركت الأيام والشباب والذكريات عند بابه
وذهبت لتدفن حبها مضمخاً بدمه دون تغسيل وبثيابه دون أكفان كما يدفن الشهيد .

بين نزار وردينة شيء مختلف

- عنوان نزار قباني ( رسالة من سيدة حاقدة ) مدلوله ضعيف عن المحتوى

- عنوان ردينة الفلالي ( وسائد وشراشيف ) رائع جدا وكلمة شراشيف بإثبات الياء ليست فصيحة حسب بحثي فالأفصح شراشف جمع شرشف ويأتي بالجيم جراجف في بعض اللهجات الفصيحة وهو الغطاء المعروف .

- المرأة عند نزار ضعيفة مهزوزة الثقة تفلت منها عبارات الشتائم وتصف نفسها بالذبابة بينما تصف من احتلت مكانها بالسيدة !!!

- المرأة عند ردينة عفيفة تحب بعفة تبذل تضحي لكن تعلم أن المرأة لا تسلم جسدها و أن هناك فرق بين الحب الحقيقي والحب السريري .
- الخاتمة عند نزار ترثي المرأة للمرأة التي سوف يأتي عليها الدور ويخونها مع ثالثة وهذه مثالية زائفة .
- الخاتمة عند ردينة تركيز على أن من ترضى بهذا الوضع وهذا الحب هي مومس لا تمس لجنس النساء مهما كان دافعها وأن الغريزة تعمي عن الحب وأنها ستدفن قلبها النازف بيديها لكن لن تذل و ستمضي تاركة ورائها كل شيء ولن تلتفت للوراء .

في ظني أن الشاعرة الصغيرة كانت أصدق تعبيراً من الأستاذ الكبير في الشعر







* شكرا نونـــا

  © Blogger templates The Professional Template by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP