ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقاهم من الطيبات وفضلناهم على كثير مما خلقنا تفضيلا الإسراء:70
ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها النساء:1
وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ النساء:19
إنما النساء شقائق الرجال الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2863
لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات الراوي: عقبة بن عامر - خلاصة الدرجة: فيه ابن لهيعة وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 8/159
استوصوا بالنساء خيرا؛ فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه؛ فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج؛ فاستوصوا بالنساء خيرا الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 970
خياركم خياركم لنسائهم الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1622
ولدت ردينة مصطفى الفيلالي الأدبية في طرابلس الغرب في 26/9/1981، ونالت إجازة في الأدب الإنكليزي وبكالوريوس في العلوم السياسية. تنقلت من بلد إلى بلد مع والدها مصطفى الفيلالي الذي شغل مناصب دبلوماسية كثيرة على مدى 53 عاما. والدتها لمعان أحمد بن بيه كريمة الشيخ أحمد بن بيه أحد رموز الثورة الثقافية في مدينة طرابلس.
ما تزال ردينة في بداية الطريق لكنها برزت إعلاميا على صعيد الأدب ربما بسبب الوسائد والشراشف والتي سأضعها لاحقا
عن السي دي المصاحب لديوان الشاعرة ردينه مصطفى الفيلالي بعثت لي صديقتي بقصيدتين*
هذه قراءة لقصيدتين حول موضوع مشترك هو ( خيانة الحبيب ) وبعد قرائتي النصين جيداً لا أعلم مالذي جعلني أعتقد أن الشاعرة ردينة الفيلالي تأثرت بنص نزار قباني لكنها صاغته بتجربة شعورية وعمل شعري مختلف وإن تشابه للقارئ من خلال القراءة الأولى بل أظنها فاقت نزاراً على قدره الجليل ومنزلته الأدبية
القصيدتين هما (رسالة من سيدة حاقدة ) لنزار قباني و قصيدة ( وسائد وشراشيف ) لردينة مصطفى الفيلالي .
نزار قباني شاعر عظيم من شعراء العصر الحديث ولن أسهب في تعريفه ولعلي أعرف بشاعرة شابة كبيرة الموهبة هي :
ردينة مصطفى الفيلالي مواليد 1981م من ليبيا والدها دبلوماسي معروف وجدها أحمد بن بيه الشيخ المعروف بكالوريوس علوم سياسية ونالت إجازة في الأدب الإنجليزي لكنها متيمة بالعربية الفصحى .
( رسالة من سيدة حاقدة )
لا تَدخُلي ...."
وسَدَدْتَ في وجهي الطريقَ بمرفَقَيْكْ
وزعمْتَ لي ....
أنَّ الرّفاقَ أتوا إليكْ ....
أهمُ الرفاقُ أتوا إليكْ ؟
أم أنَّ سيِّدةً لديكْ
تحتلُّ بعديَ ساعدَيكْ ؟
وصرختَ مُحتدِماً .. قِفي !
والريحُ تمضغُ معطفي
والذلُّ يكسو موقفي
لا تعتذِر يا نَذلُ .. لا تتأسَّفِ ....
أنا لستُ آسِفَةً عليكْ
لكنْ على قلبي الوفي
قلبي الذي لم تعرفِ ....
يبدأ المشهد عند نزار بكلمة تتذكرها المرأة كانت بداية شرارة الشك في الرجل ( لا تدخلي.... ) ثم يسد بمرفقيه أفق الرؤية لهذه المرأة المسكينة فكأنه يدير ظهره لها وهكذا تكون ( المرفقين ) مصوبة لوجهها وكذلك ليراقب داخل المنزل حتى لا تمل العشيقة من الانتظار فتخرج من الغرفة فتقع عين المرأة عليها واستدارة الظهر كناية عن تبدل الحال !!
ثم العذر بل ( الكذب ) الرجالي المفضوح في هكذا موقف ( إن الرفاق أتوا إلي ) !! وهل هذا سبب مقنع لكي يمنعها من الدخول .
وتبدأ تقذف حمم الاسئلة لتأكد شكها أن لديه امرأة أخرى احتلت مكانها
هنا بدأت تتأكد أنها عشيقة و جاء وصف حالة الذل المعنوي وعواصف الخيانة التي تشبه ريح الشتاء
وجاءت عبارات المرأة ( لا تعتذر يانذل ) ( لا تتأسف ) وفي محاولة يائسة تستجمع ما بقي من ماء وجهها وحطام ضعفها تتظاهر أنها هي ( ليست اسفة عليه ) وما يرى من هول الصدمة إنما هي ( على قلبها الوفي ) !! ولا أظن المقام يتطلب تبرير خير من هذا التبرير الأنثوي .
أما عند ردينة الفلالي يبدأ المشهد ( وسائد وشراشيف )
مشغول بأي شيء مشغول
وعطرها يفوح منك كأريج الحقول
فاجأتك أم أني أبكرت الوصول
لتضع يدك على الباب وتمنعني الدخول
لملم كلماتك أيها العابث المسطول
تصور وصولها على غير موعد وتلعثم هذا الرجل الخائن بعدم استقبالها وتعذره بأنه ( مشغول ) لكن الأنثى تشم رائحة الخيانة وتعرف أن اليد التي تمنعها من الدخول ليست يد مشغول بأمر محمود بل متستر على جريمة ومشغول بعبث مجهول . أما شاهد الكذب لديها هو تبعثر الكلمات دون شعور والتلعثم وسوق الاعتذارات والمبررات دون حاجة والهذيان كالسكران .
المشهد الثاني عند نزار قباني
ماذا ؟ لو انَّكَ يا دَني ....
أخبرتَني
أنّي انتهى أمري لديكْ ....
فجميعُ ما وَشْوَشْتَني
أيّامَ كُنتَ تُحِبُّني
من أنّني ....
بيتُ الفراشةِ مسكني
وغَدي انفراطُ السّوسَنِ ....
أنكرتَهُ أصلاً كما أنكَرتَني ....
تواصل هذه المرأة المفجوعة إرسال الا ستفهامات نحو الفضاء وترديد الشتائم بعد ( يانذل ) تأتي ( يادني ) وتحرقها الذكريات فوشوشة الحبيب في أذن المحبوبة والتي من المفترض أن تكون صادقة لقرب القلب من القلب والشفاه من الأذن ووعود الغرام أصبحت كلام في كلام وأنكره هذا المخادع كما أنكرها .
المشهد الثاني عند ردينة الفيلالي
أحمرها في شفتيك على وجهك المبلول
وأزرار قميصك منزوعة وأنت ….. أنت مشغول
متسولة تلك التي معك ، أم بائعة جسد تجول
أم أنك أحضرتها من الطرقات لتثبت
رجولة العجول
تتفحص الأدلة والقرائن على الجرم المشهود وبصمات الجاني في مسرح الجريمة أولها : أحمر الشفاه – حتى لو كان أزرق – فالحمرة ليست لون الصبغ بل لون الشفاه !! الثاني : أزرار القميص ( المنزوعة ) كلمة منزوعة لها دلالة أنها فتحت بعنف الشهوة وجنون الشبق وليس مهم من نزعها فهي مبني للمجهول . ثم تردد المرأة بتهكم عبارته ( مشغول ) فهو مشغول لكن بأي شيء مشغول وتثور كرامتها بتسديد لكمات الكلمات بأسئلة مسمومة ( متسولة ؟ أم بائعة جسد ؟ أم بنت من الطريق كناية فتيات الليل ) وهل يرضى رجل أن يعاشر واحدة من هذه الأصناف ؟ ثم تتفهم أن الرغبة في إثبات الرجولة هي سبب الجريمة لأن الحب لا يعني الفحش ولأنها لا تمنحه هذا الأمر بحث عنه في نساء احتقرن معنى الأنوثة ليتكسبن من بيع الأجساد .
المشهد الثالث عند نزار قباني
لا تعتذِرْ ....
فالإثمُ يَحصُدُ حاجبَيكْ
وخطوطُ أحمرِها تصيحُ بوجنتَيكْ
ورباطُك المشدوهُ .... يفضحُ
ما لديكَ .... ومَنْ لديكْ ....
يا مَنْ وقفتُ دَمي عليكْ
وذلَلتَني، ونَفضتَني
كذُبابةٍ عن عارضَيكْ
ودعوتَ سيِّدةً إليكْ
وأهنتَني ....
مِن بعدِ ما كُنتُ الضياءَ بناظريكْ
الان بدأت ترصد ملامح الخيانة الأول : ملامح الذل والخطيئة في وجهه الثاني : أحمر الشفاه على وجنتيه – لأعلم هل أحمر الشفاه الذي لا يترك أثراً لم يصنع بعد ؟
الثالث : رباطك المشدوه الفاضح وهو رباط ( الروب ) إن صحت التسمية وعدم ربطه جيداً وبإحكام يعلن صراحة أن الرجل قد لبسه بسرعة حالت دون ربطه بإتقان
هي تعبر تتندم على سنين العمر الموهوب له حتى أذلها وشبهت نفسها بالذبابة وتعبر عن تلك المومس ب (السيدة ) فدعوة سيدة أخرى هي إهانة لهذه المرأة فضلا عن ممارسة الرذيلة معها .
المشهد الثالث عن ردينة الفيلالي
أنا التي أفنت العمر معك بكل الفصول
أنا التي أحبتك علمتك ماذا تقول
وجئت اليوم لتكذب علي وتمنعني الدخول
عد إلى أحضانها وأكمل المسرحية بكل الفصول
فمسرحية الخيانة أبطالها
أناس سلبت منهم العقول
يمارسون الحب على الأرصفة
في الحانات بين السهول
لكنك اخترت مكانا وفقا للشريعة والأصول
حيث كنا سويا وكنت في الحب خجول
والآن أراك أسد تصول ..... تجول
وملامحك تدل فعلا أنك مشغول !
العرق يتصبب منك كمحتضر ضعيف
وأنا أتساقط ألما كورق الخريف
لم بعتني واشتريت الغرائز والتخاريف
لم خذلتني ، جمعتنا في هذا الموقف السخيف
الحب أيها الخائن طاهر شريف
وحبك .... حبك وسائد وشراشيف
الان بدأت تستسلم لصرخات الكرامة في داخلها والأسى على الفائت من الأيام وعذب الغرام الضعف والخجل الذي كان يعتري هذا الرجل حين يكون معها و تحوله إلى أسد في فراش الخيانة تناقض غريب توجه طعنات متوالية بخنجر الاستفهام كيف باعها واشترى الغريزة ؟ لم خذلها دون مبرر حقيقي ؟ الحب في نظرها طاهر شريف والحب الذي يمارسه حب سريري حب وسائد وشراشيف .
المشهد الختامي لدى نزار قباني
إنّي أراها في جوارِ الموقدِ
أخَذَتْ هنالكَ مقعدي ....
في الرُّكنِ .... ذاتِ المقعدِ
وأراكَ تمنحُها يَداً
مثلوجةً .... ذاتَ اليدِ ....
ستردِّدُ القصص التي أسمعتَني ....
ولسوفَ تخبرُها بما أخبرتَني ....
وسترفعُ الكأسَ التي جَرَّعتَني
كأساً بها سمَّمتَني
حتّى إذا عادَتْ إليكْ
لترُودَ موعدَها الهني ....
أخبرتَها أنَّ الرّفاقَ أتوا إليكْ ....
وأضعتَ رونَقَها كما ضَيَّعتَني
تزفر هذه المجروحة وهي تكرر مشهداً مر بها لكن تغير المرأة و تثبت الكلام والفعل الذي فعله ذلك الرجل الخائن و تضع حقيقة غيبية أنه سيأتي اليوم الذي يقول لها ( إن الرفاق أتوا إليه ) وهي عبارة النهاية والضياع.!
المشهد الختامي لدى ردينة الفلالي
عد لها وأخبرها أن النساء جنس عفيف
لا يبعن جسدا من أجل ماء ورغيف
أخبرها أنك إنسان كفيف
لم يبصر الحب يوما لان ضبابه كثيف
وأعود أنا وجرحي يكسوه النزيف
تاركة ورائي شبابي ..... أيام الخريف
لأدفن بيدي حبي الطاهر الشريف
كما يدفن الشهيد في ديننا الحنيف
ما زالت صورة المرأة ( المومس ) ملتصقة بأي وصف يطال تلك المرأة التي لا تمس لجنس النساء بصلة وكذلك خيانة الرجل الذي أعمته الشهوة عن التفريق بين الحب وبين الغريزة ثم بانكسار يتهدج صوتها وتسير مثخنة الجراح نازفة الفؤاد قد تركت الأيام والشباب والذكريات عند بابه وذهبت لتدفن حبها مضمخاً بدمه دون تغسيل وبثيابه دون أكفان كما يدفن الشهيد .
بين نزار وردينة شيء مختلف
- عنوان نزار قباني ( رسالة من سيدة حاقدة ) مدلوله ضعيف عن المحتوى
- عنوان ردينة الفلالي ( وسائد وشراشيف ) رائع جدا وكلمة شراشيف بإثبات الياء ليست فصيحة حسب بحثي فالأفصح شراشف جمع شرشف ويأتي بالجيم جراجف في بعض اللهجات الفصيحة وهو الغطاء المعروف .
- المرأة عند نزار ضعيفة مهزوزة الثقة تفلت منها عبارات الشتائم وتصف نفسها بالذبابة بينما تصف من احتلت مكانها بالسيدة !!!
- المرأة عند ردينة عفيفة تحب بعفة تبذل تضحي لكن تعلم أن المرأة لا تسلم جسدها و أن هناك فرق بين الحب الحقيقي والحب السريري . - الخاتمة عند نزار ترثي المرأة للمرأة التي سوف يأتي عليها الدور ويخونها مع ثالثة وهذه مثالية زائفة . - الخاتمة عند ردينة تركيز على أن من ترضى بهذا الوضع وهذا الحب هي مومس لا تمس لجنس النساء مهما كان دافعها وأن الغريزة تعمي عن الحب وأنها ستدفن قلبها النازف بيديها لكن لن تذل و ستمضي تاركة ورائها كل شيء ولن تلتفت للوراء .
في ظني أن الشاعرة الصغيرة كانت أصدق تعبيراً من الأستاذ الكبير في الشعر
ازا اجينا نحكي عن المرأة أو قضية المرأة، أو واجباتها، أو حقوقها، ازا اجينا نحكي عن "ما للمرأة وما عليها"، بنلاقي انو المتحاورين عادة مهما تباعدت آراؤهم أو تقاربت رح يكونوا بشكل عام منقسمين الى رأيين ضمن مجموعتين رئيسيتين مختلفتين تماما - او خليني احكي متضاربتين – في الآراء.
واحد من الأصوات عادة رح ينادي بحرية المرأة وان جسمها حق لها وعلى هيك لازم تكون الها حرية القرار بهادا الجسم من حيث الحمل والولادة وفيمينيزم بكل ما تحمل الكلمة من معنى و رح ينادي بالمساواة "التامة" بينها وبين الرجل ومن هالحكي المنافي للعقل والطبيعة الخلقية المختلفة بين المرأة والرجل، طبعا اضافة للعديد من الأمور اللي بالنسبة لمجتمعاتنا كمجتمعات عربية اسلامية لا يمكن بأي حال من الأحوال انو عقولنا تستوعبها او حتى انها تتقبل هاي المبادىء السقيمة اللي بينادو فيها كمجتمعات غربية الها ثقافة ورأي مخالف ومغاير تماما لثقافتنا.
نفس هاد الصوت – أو يمكن كجزء منو، أو أساس الو- بينادي بتحرير المرأة من الظلم والسجن والإنتقاص اللي موجودين تحت شعار الحجاب وقوامة الرجل و انتقاص حقها في الميراث حسب مبادىء الإسلام أصوات ضد الإسلام وتعاليمه تحت شعار تحرير المرأة بينما هدفهم المخفي هو محاربة الإسلام إما عن عدم فهم – مع اني ما برجّح هالحكي – أو عن فهم صحيح للإسلام مع الخوف من سيادته لأنو ازا ساد رح "يمحق" أصوات الظلم والضلال والمصالح الشخصية من العالم كلو.
صوت تاني عادة بيكون صوت بينادي ب-نوعا ما- عكس الصوت الأول، طبعا هو ما بينادي بالعكس بس لمجرد إنو العكس، لأ هو بينادي بحقوق المرأة من باب أعلى ومبدأ اسمى من المبادىء اللي اخترعتها الإنسانية وأعتبرتها حقوق للمرأة وصارت تطالب فيها حسب الصوت الأول الصوت التاني عادة بيحكي عن حقوق المرأة في الإسلام على أساس انو ما في دين اعطي المرأة حقوقها أحسن مما أعطاها الإسلام
صراحة ما في أحسن من هيك، واللي بيعرف الإسلام بحق وحقيقة ما رح يعترض على هاد الحكي، لأنو طالما اللي وضع هاي المباديء الإسلامية هو اللي خلق الذكر والأنثى فهو أعلم بكل ما فيه مصلحة الذكر والأنثى، وهو اعلم بالأشياء اللي بيتناسب كل واحد منهم
أما الصوت الأوضح للأغلبية أو الصوت الغالب والسائد بتلاقيه صوت العادات والتقاليد والمفاهيم الخاطئة عن المرأة، صوت المعتقدات اللي بتظلمها نتيجة الجهل والتخلف والفهم الخاطىء لكل ما يتعلق بالمرأة.
طبعا هاي المجموعة بتخلط بين العادات والتقاليد المتخلفة والظالمة للمرأة مع الفهم الخاطىء –واللي غالبا بيكون بدون وعي أو ادراك- لآيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة حتى انو الأمر أحيانا بيوصل للخربطة بين أقوال وأمثال خاطئة عن المرأة على إنها أحاديث نبوية كمان مرات بيحصل الخطأ في الفهم لأنو الواحد في هاي المجموعة بياخود الآية أو الحديث بالمعنى الظاهر - أو حسب فهمهم الشخصي للآية أو الحديث - وما بيرجع لا لتفسير الآية من أحد التفاسير المعتمدة ولا لتفسير معنى الحديث من مصدر معتمد لتفسير معاني الأحاديث.
وعلى هيك بيعتبروا حالهم في أغلب الأحيان بيحكو من منطلق الدين ومفاهيمو عن المرأة ويمكن عشان هيك بنلاقيهم متشددسن في آرائهم حول المرأة ولا بيرضوا يتنازلوا عن هالآراء ولا عندهم استعداد لتغييرها –لأنهم مفكرين إنهم متبعين الإسلام في اللي حكاه عن المرأة، وبالتالي ما عندهم استعداد انهم يخالفوا تعاليم الإسلام.
أنا هون ما بحكي انهم على خطأ لأنهم مش مستعدين يغيروا تعاليم الإسلام أو يخالفوها، بس همي على خطأ لأنهم مش فاهمين تعاليم الإسلام في اللي حكاه عن المرأة على الوجه الصحيح.
هلأ أنا شخصيا من كل الأصوات اللي ذكرتها ما بيعنيني الصوت الأول ولا بدي ادخل في حديث عما فيه من مبادى وأهداف سواء كانت أهداف ومبادىء مناسبة وصحيحة أو ما كانت، لأنو بصراحة الفيمينيزم وكل من يمثلها وتمثله مش موضوع هاد البلوغ بالمرة، ولا يعنيني الصوت المعادي للإسلام ومبادؤه لأنو هاد الصوت هو والفيمينيزم جايين من جهة وحدة او انو كل واحد منهم متفق مع التاني على تحرير المرأة بمفاهيم اخترعها البشر أنفسهم، وهدفهم ودعوتهم بتدعو الى "تحلل المرأة" مش تحررها زي ما بيكون معنى التحرر بالمفهوم الصحيح.
انا بيعنيني صوت المتحدثين بالإسلام وما أعطاه للمرأة من حقوق وتحرير بالإسلام ومبادؤه، وكلي ثقة انو طالما ربنا سبحانه وتعالى هو اللي قرر للنساء ما لهن وما عليهن –وللبشرية عامة- ازن ما رح يكون في أي ظلم ولا أي ذلة سواء للمرأة أو للرجل.
بس المشكلة انو أحيانا حتى اللي بيحكو عن حقوق المرأة في الإسلام بيكونوا متأثرين ببعض المعتقدات عن المرأة في العادات والتقاليد – سواء أدركوا هالحكي أو ما أدركوه – أو حتى ما بيكونوا فاهمين رأي الإسلام عن المرأة بالشكل الصحيح (يعني فاهمين الرأي غلط)، أو على الأقل ما بيكونوا فاهمين بعض الآيات أو الأحاديث بشكل صحيح صحة تامة.
كمان في مشكلة تانية حصلت ولساتها مستمرة في مجتمعنا، انو بين الرأي الأول (المعادي للإسلام والمنادي بالفيمينيزم) والرأي التاني (صوت المتحدثين بحقوق المرأة في الإسلام) ، وفي مجتمع "منغلق" زي مجتمعنا، بنلاقي انو الرأي الأول بيعمل صدمة - نوعا ما - عند أفراد المجتمع (خاصة الذكور) او يعني بنلاقي المجتمع –والو الحق- رافض وبشدة، وبنفس الوقت بيتجه للرأي التاني وبيحرص على انو يعمل فيه ويحافظ عليه، وطبعا هاد –الرأي التاني- فيما لو كان فعليا هو رأي الإسلام كان لقينا المرأة في مجتمعاتنا بوضع أحسن بكتير من الوضع المزدري الحالي اللي هي عليه، بس المشكلة – وعشان أكون صريحة بكلماتي- انو بعض الناس – أو يمكن أغلبهم – بيتبعوا رأي الإسلام بس بتخلف وفهم خاطىء نتيجة التأثر بالعادات والتقاليد المتخلفة عن المرأة.
برضو اللي صاير انو بنلاقي الفريق الأول والفريق التاني مشغولين ببعض زي لعبة شد الحبل، وكل واحد بيحاول يشد الناس لطرفو، الفريق الأول بيجي يدّعي وجود خطأ في الإسلام او وجود ظلم في حياة المرأة العربية، والفريق التاني بينشغل في الرد عليه على أساس انو المرأة عنّا لها كرامتها وحقوقها وانو اللي بيحصل مش ظاهرة أو قضية اجتماعية، بس هو حالات مفردة وبيدعموا الرد ب-ما يسموه - "دراسات" أو استبيانات بيعملوها على عدد معين من النساء، وبينشغلوا بخطب ومحاضرات من نفس هادا النوع من الردود - وغير عن انو هيك بينسو الشيء الأهم وهو متابعة وضع المجتمع المحلي ومحاولة النهوض فيه وتصحيح مفاهيمو- ويا ريت بيكون الرد مقنع او قريب للواقع لأ بالعكس، لأنو من ناحية بيكون الواقع متناقض تماما مع الرد، ومن ناحية تانية الأسس اللي انبنى عليها الرد بتكون أسس مش مزبوطة. يعني مثلا بيجي الغرب يحكوا عن القوامة على أساس انو فيها انتقاص للمرأة، أو عن عمل المرأة، وما بعرف هل همي بانيين كلامهم على حالات فردية أو غير هيك، المهم، بيجي الرد زي ما حكي بالأول انو مش ظاهرة اجتماعية ولكنها حالات فردية، والمصيبة لما يعملوا دراسة عشان يدعموا كلامهم، فمثلا بيعملوا استبيان على مجموعة فتيات أو نساء، بعد هيك بتطلع نتيجة الدراسة أو الاستبيان انو مثلا 73 فتاة من أصل 80 بمش معترضات على القوامة ويحكوا انو القوامة للرجل وهو اللي عليه يصرف على البيت وعلى زوجتو وأولادو ( نعممممممممم؟؟؟ يعني في واحد أو وحدة بيآمن بالله ورسوله وبيحكي عكس هالحكي؟؟؟ المشكلة مش في انو القوامة للرجل هاد الحكي ما بيختلف عليه تنين، المشكلة في انو كيف الرجل بيمارس "القوامة"، والمشكلة التانية انو هدول اللي انعمل عليهم دراسة اصلا ما بيكونوا عارفين المعنى الصحيح للقوامة ولا عارفين مفهومها، وحتى مرات بيكونوا ما عندهم خبرة بالحياة أو باللي بيحصل فيها من مشاكل وأحداث اجتماعية، عشان هيك بتكون الإجابة على الإستبيان ايجابية) وانو مثلا 69 فتاة من أصل 80 حكوا انهم ما بدهم يشتغلوا وبدهم يضلوابالبيت (ولا يعني مين اللي بيكون عليها الطبيخ والجلي والتكنيس والمسح والشطف وترتيب الأسرة وغرف النوم والصالون وغرفة الضيوف، والغسيل ونشرو ولمو وترتيبو وترتيب خزاين الأواعي وتنظيف الشبابيك والتعزيل كل اسبوع ولا تنين والأولاد ونضافتهم حمامهم ودراستهم ونومهم ولعبهم وووو ووين جرابتي ومين أخد مشطي وكل هالقصص وهاد صاحي وهاد مريض وهاد بدو يتفرج عالتلفزيون والزغير بيبكي والكبير والوسط بيتخانقوا واحد بدو سبيس تون والتاني بدو ام بي سي ثري.... الخ، وبدو يكون في نفسها تشتغل؟ أي مهي أصلا يا دوب تلاقي ساعة تحط فيها راسها وتنام وترتاح عشان بكرة المشوار نفسو رح يتكرر من أول وجديد!)
يعني مثلا لما تطلع دراسة بتحكي انو 87% من نساء الأردن مع ضرب الرجل لزوجته زي ما انذكر في الكاريكاتور التالي
طب ما هاد أكبر دليل على وجود خطأ في الدراسات اللي بتنعمل، لأنو الواضح اولا انو تقدير المرأة لنفسها واصل للحضيض عشان تصوّت على ضرب الرجل الها، ولأنو واضح انو مش فاهمة مفاهيم الدين اللي بتتعلق بهيك امور بشكل صحيح، لأنو النتيجة مع الضرب مش مع التفاهم مثلا، في حين انو ديننا بيعتبر الضرب حل نهائي بس في حالة النشووووز اضافة الى انو السنة النبوية نهت عن ضرب الرجل لزوجتو
وبآخر الرد بتنطرح اسئلة غريبة عن حال الرجل وانو مثلا في رجال بيخافوا من زوجاهم عشان هيك بيتزوجوا خفية، أو مثلا انو في رجال بتضربهم زوجاتهم، ومن هالحكي اللي عمرو ما كان ظاهرة، (بس هو عادة بيكون طفح الكيل وبطلت المرأة قادرة تتحمل ظلم الرجل، أو هي فعلا حالات فردية، مهو ما في اشي مخبى والكل بيسمع أخبار وشايفين وعارفين)، وبيصير الموضوع كأنو ظاهرة وانو وين حق الرجل الضايع في مقابل حقوق المرأة؟؟؟
طبعا بعد هيك محاضرات وخطب، المرأة في البيت ازا فتحت تمها وحكت بدي حقي، بتصير متمردة ومش عاجبها العجب، وبالآخر ممكن تنضرب على أساس انها نرفزت زوجها وهي اللي جابت الضرب لنفسها!!!!
اللي بدي أحكيه بشكل مبسط أنو لما نيجي نحكي عن المرأة في مجتمعنا على طول رح يكون الجواب بيربط بين المرأة والدين، هادا حلال وهاد حرام، حلال، حرام، حلال، حرام، حلال، حرام، تسوق، ما تسوق، تسوق، ما تسوق، تسوق، ما تسوق، تشتغل، ما تشتغل، تشتغل، ما تشتغل، تشتغل، ما تشتغل، ... ، يعني ما بنعرف الحلال والحرام إلا لما نحكي عن المرأة؟
ويا ريت لو كان هالربط على أساس فهم صحيح للدين كان قلنا فاهمين غلط ومعذورين، لأ المشكلة الأكبر انو بتلاقي أغلب الرأي مع التحريم أو التشديد على المرأة، وحجتهم: سد الذرائع.
يعني اللي بدو يحكي في الدين المفروض يحكي عن ضرورة التزام الرجل والمرأة بالدين على حد سواء، مش بس المرأة لحالها لأنو الدين ما اجى عشان يتطبق عالمرأة في كل نواحي حياتها بينما هو شيء اختياري في نواحي حياة الرجل زي كأنو بوفيه مفتوح بحيث يطبقوا وين ما بيعجبو أو حسب اختيارو لأنو سهل التطبيق، أو بالعربي لأنو ما عليه "شد" ويترك الدين في نواحي تانية عشان العادات والتقاليد اكتر تساهل مع الرجل وأقل ظلم الو من المرأة-أو فعليا هي خالية تماما من ظلم الرجل.
كمان بلاش التضييق على المرأة عشان الرجل يضل ماخد راحتو، يعني أوكي مش القصد من الموضوع انو ينعطى الرجل حرية أكبر، ولا القصد التضييق على المرأة بشكل عام، بس فعليا لما حجة سد الذرائع بتتطبق بس على قضايا المرأة دون الرجل بيصير في تضييق على المرأة وبالتالي في توسعة لمصلحة لرجل سواء كان هالشي بقصد أو بدون قصد.
أسوأ ما في الموضوع انو وقت الحديث عن المرأة في الإسلام بنلاقي الرد غالبا لازم يحتوي على ما يحد من قيمة المرأة ويقلل من شأنها والأسوأ لما يندعم الرد بآيات وأحاديث بفهم خاطىء أو مش صحيح بشكل كامل، زي "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم"، و"فرجل وامرأتان"، و"للذكر مثل حظ الأنثيين"، و"ناقصات عقل ودين"،و "ليس الذكر كالأنثى"، و"قرن في بيوتكن"، و"اضربوهن"، ولو كان السجود لغير الله لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها- أو كما ورد في الحديث، و وووو وبالنهاية بتطلع المرأة أقل مكانة من الرجل، وهو كأنو أعلى مكانة وأرفع منزلة منها، وبيطلع هو مسؤول عنها بطريقة توحي بأنها غير قادرة على اتخاذ قرارت صحيحة في حياتها الا بتوجيه الرجل وارشاداتو، وبيطلع الرجل معلم المرأة ومؤدبها ومسؤول عن تقويم سلوكها وتصحيحه، طيب بلاش أعلق على "تقويم سلوكها وتصحيحه" بس "مؤدبها"؟؟؟ كمان بتطلع المرأة عاطفية لدرجة انو عاطفتها بتحجب عنها التفكير الصحيح، بتطلع المرأة انسان من الدرجة التانية، وبسبب أو بدون سبب، تعتبر المرأة في النهاية كتابع للرجل وبهيك مفروض عليها تنفذ الأوامر بدون نقاش، برضو في مصطلحات ما رح نسمع فيها الا ازا الحكي كان عن المرأة، ف مثلا ازا اجت سيرة النشوز على طول بينفهم انو الحكي عن المرأة، أما انو يكون الرجل ناشز ف زي كأنو هاد اشي من المستحيلات!!
هلأ لما الغربيين ينتقدوا بعض هاي الآيات والأحاديث، أوكلها، بتصير ردودنا كمسلمين ترفع من قيمة المرأة وتدعم الآيات بالتفاسير والأدلة وشرح لأصل الكلمات الواردة في الأحاديث أو الآيات في اللغة العربية لدرجة بتخلي الواحد يحس فعلا بعظمة الإسلام وانصافه للمرأة، أما لما يكون السائل او اللي بيحكي من بلادنا ولما يتعلق الموضوع بمسائل وقضايا المرأة عنا بترجع الإجابة تشتمل على بعض الآيات و/أو الأحاديث اللي ذكرتهم سابقا (أو على غيرها من الآيات والأحاديث التي ظاهرها يقلل من شأن المرأة حسب فهم العامة) وبترجع الإجابة تتمحور حولين تبعية المرأة للرجل وانو هو القوام عليها والمسؤول عنها ووو
الأسوأ من كل اللي ذكرتو لما نلاقي "رجل" فاهم الآيات والأحاديث اللي بتتعلق بالمرأة بشكل صحيح 100% ومع هيك لما ييجي وقت التطبيق – خاصة ازا كانت المسألة بتتعلق بزوجتو أو أختو أو أي انثى بتقربلو سواء من قريب أو بعيد – بنلاقيه يتبع حكم العادات والتقاليد مع انو أحيانا بيكون من اللي بينادوا بحقوق المرأة في الإسلام عن فهم تام وصحيح لهاي الحقوق.
ما بدي احكي بالموضوع بالموضوع أكتر من هيك لأنو عالأغلب رح أصير ألف وأدور حولين نفس الفكرة/الأفكار السابقة، من ناحية تانية الحكي عن الإسلام والعادات والتقاليد والخلط بين التنين سواء بعلم أو بدون علم ما بينتهي هون وعالأغلب رح أرجع أحكي عنو لاحقا لمجرد توضيح بعض المفاهيم الخاطئة ومحاولة توضيحها حسب مفهومها الصحيح، ونهاية بس بدي أوضح وأشير انو مش قصدي لا انتقد الإسلام ولا شيوخ الإسلام وأعلامو – لا السابقين ولا الحاليين - لأنو الإسلام الو مكانتو بصفتو دين سماوي ناهيك عن انو أعظم الديانات على الإطلاق، ولا قصدي انتقد شيوخ الإسلام وأعلامو فلا علمي بمقدار علمهم ولا معرفتي بتوصل لمعرفتهم لا من قريب ولا من بعيد